ابن هبيرة رحمه الله في مجلس القضاء " تجسيد العفو عند المقدرة"
لقد دخل على القاضي ابن هبيرة وهو في مجلس القضاء رجلان من المسلمين ومعهما رجل مربوط بحبل بينهما، فقالوا: أيها القاضي، إن هذا الرجل قتل أبانا ونريد القصاص منه، فالتفت ابن هبيرة اليه وقال: أقتلت أباهم؟ قال نعم. ثم قال لهم ابن هبيرة: تقبلون مني مئة من الإبل وتعفون عنه؟ قالوا لا نقبل. قال: فمائتين؟ قالوا: نقبل بثلاث. فأعطاهم ابن هبيرة ثم أنصرفوا.
ثم قام إلى ذلك الرجل وفك وثاقه وأطلق سراحه، والناس قد أخذتهم الدهشة وهم يرون ماجرى، قالوا: يابن هبيرة، ما رأيناك عملت كما عملت اليوم! يعترف القاتل وتدافع عنه وتعطي أهل المقتول الدية من مالك؟ قال: ارأيتم إلى عيني اليمنى، والله! ما أرى بها منذ أربعين سنة ولقد ضربني هذا القاتل وأنا ذاهب لطلب العلم منذ أربعين سنة، فأردت أن أطيع الله فيه كما عصى الله في!.
الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر