نبذة من حياة شيخي وأستاذي وسيدي الداحيا عبد الحي حفظه الله وأطال عمره

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة مختصرة عن حياة فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا شيخنا النحرير البحر الزخار صاحب الأسرار والأنوار ذو الدعابة والفكاهة والنوادر أمده الله بموفور الصحة والعافية ومتع الله به

           فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا من مواليد سنة 1922 بتيميمون ولد يتيما فلم تكتحل عيناه برؤية أبيه فتولت أمه العناية به وتربيته في وسط عائلي يتكون من أخوين وأربع أخوات وعمدة الأسرة في ذلك المردود الفلاحي المحدود للبستان.
    نشأ فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا كما ينشأ أي يتيم وذلك لانعدام الرقابة الأبوية التي لا يخفى أثرها في الطاعة والاستقامة ولكنه عرف بنباهته وغلبته لأقرانه فيما يحدث بينهم من شجارات و عناية الله وراء هذا اليتيم .
      ألهم الله أمه أن تدخله الكتاتيب لحفظ كتاب الله تعالى فأول من تتلمذ عليه فضيلة الشيخ سيدي عبد الله الحاج أعلي وعرف أنذاك بجودة الحفظ وقوة الذاكرة حيث حفظ القرآن في أول مرور عليه وكانت علاقته بشيخه قوية إلى درجة أنه كان يتولى له شؤون البساتين من خدمة من بذر وحرث وحصد وتسويق .
    استمر الوضع على هذه الحال إلى أن حل بتيميمون فضيلة الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبيركان ذلك خلال الأربعينيات حيث فتح مدرسة لتعليم القرآن ومبادئ الدين من فقه وعقيدة وأخلاق ولغة وهنا إستأذن سيدي الحاج عبد الحي شيخه سيدي عبد الله للالتحاق به فأذن له وهناك أخذ عنه مبادئ اللغة والفقه وسائر العلوم الأخرى .
         ومما يؤثر عنه أنه يوما وجد صعوبة في حفظ سورة المرسلات بسبب تكرار الآية الكريمة [ويل يومئذ للمكذبين] فتضرع إلى الله بالدعاء أن ييسر عليه حفظها فألهمه الله نظم بيتين يجمع بداية الآيات بعد الآية الكريمة فقال أمتع الله به  :
ألم لم لم انطلقوا     *** هذا هذا من حذائه
                          إن كلوا وإذا قيـل    ***  فبــــــــأي للتمام
     ونظرا لسياسة المستعمر في تجهيل الشعب أصدر أمرا بغلق المدرسة القرآنية لفضيلة الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبير رحمه الله  حيث اضطر للعودة إلى مسقط رأسه مدينة بوده لمواصلة نشاطه التعليمي والدعوي ولم يجد فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا بدا ولا مناصا من الالتحاق به وملازمته ملازمة خاصة حيث تولى شؤونه الخاصة والعامة.
         في بداية الخمسينيات التحق فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا بالشمال الجزائري وتحديدا في منطقة الغرب الجزائري(وهران ، معسكر وما جاورهما) حيث زاول مهمة تحفيظ القرآن الكريم ومبادئ العقيدة والفقه والأخلاق واللغة وقد حفظ على يده الكثير من الناس القرآن الكريم,وبسبب اندلاع الثورة المظفرة صار المقام هناك مستحيلا فاضطر للرجوع إلى مسقط رأسه,وقبيل الاستقلال كلف فضيلة الشيخ سيدي الحاج محمد بلكبير  فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا بإجراء دروس يومية بعد المغرب في منطقة الفيلاج وبعد العشاء في منطقة القصر ,وهذه الدروس كانت البذرة المباشرة لأنشاء المدرسة القرآنية الليلة التي فتحت أبوابها منذ سنة 1962 وإلى الآن وهي تواصل نشاطها في تحفيظ كتاب الله ومبادئ الدين الإسلامي والفضل بعد الله تعالى يعود إلى فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا.
       وتجدر الإشارة إلى أن فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا كان من الأوائل الذين زاولوا التدريس في وزارة التربية الوطنية حيث درس مع الأجانب عرب وغربيين وتقاعد وهو المشرف العام لمحو الأمية في دائرة تيميمون.
     والمدرسة القرآنية الليلية القائمة الآن هي مصدر إشعاع فكري وثقافي لكثير من فئات المجتمع حيث يقل من لم يتتلمذ على يد  فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا وفي سنة 1995 أدمج العنصر النسوي في المدرسة القرآنية نهارا حيث تم بحمد الله أن ختمت كتاب الله فئتان من النساء.
    وجهود فضيلة الشيخ سيدي الحاج عبد الحي الداحيا وآفاقه المسقبلية متواصلة من خلال تضحياته الدؤوبة وجهوده المعتبرة مع كتاب الله تعالى ومن خلال التلاميذ الذين تخرجوا على يده وهم متواجدون عبر التراب الوطني الحبيب .
 
 كتبه تلميذه المخلص الأستاذ المفتش سيدي الأستاذ ماهمي قادة عبد القادر           التيميموني