hada hoda
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

hada hoda

رضا إخلاص محبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعلق بالحقائق والبراهين ولاتتعصب للأشخاص والعناوين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abouyasser
Admin
abouyasser


المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 23/03/2011

تعلق بالحقائق والبراهين ولاتتعصب للأشخاص والعناوين Empty
مُساهمةموضوع: تعلق بالحقائق والبراهين ولاتتعصب للأشخاص والعناوين   تعلق بالحقائق والبراهين ولاتتعصب للأشخاص والعناوين I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 19, 2013 7:56 am

سلسلة : طالب العلم الربّاني و قيم التواصل الإيجابي ( 4/7 ) .
القيمة الرابعة : تعلّق بالحقائق والبراهين ولا تتعصّب للأشخاص والعناوين!


أخي الحبيب يا طالب العلم الربّاني:

إنّنا ننتمي إلى دينٍ عظيم ، وهذا الدّينُ العظيمُ الذي أكرمَنا الله به قيّمٌ قائمٌ على الحقائقِ والبراهين ، لا على النِّسَبِ والعناوين ، الناسُ فيهِ سواءٌ لا فرقَ بينهم إلاّ بالتقوى التي هي وحدها الحقيقةُ الناصعةُ و البرُهانُ الساطع ، فدَع عنكَ عُبيَّةَ الجاهليّةِ وتعاظُمَها بالأشخاص و الألقاب و الألوان و الأجناس و الطرائقِ والعناوين على حساب الحقائقِ و البراهين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبَيَّةَ الجاهلية وتعاظُمَهَا بآبائها ، فالناس رجلان : رجل بَرٌّ تقيٌّ كَريمٌ على الله ، وفاجِرٌ شقِيٌّ هيّن على الله ، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب "(صحيح الجامع : 7867) . ‌

يا طالب العلم الربّاني:

الحقائقَ . . الحقائقَ . . أيّها الحبيب ! ؛ الإسلام و المسلمون . . الإيمان والمؤمنون . . التقوى و المتقون . . الإحسانُ والمحسِنُون . . الصلاحُ والصالحون . . التوبةُ والتائبُون . . العبادةُ والعابدون . . ؛ هذه هي الألقابُ والنِّسبُ الحقيقيّةُ والعناوينُ الراسخةُ القويّة ، بها يُعرفُ الرّجال ، وتنكشفُ الدّعاوَى والأحوال ، اعرفها جيّدًا و تفقّه في معانيها ، فإنّها الألقاب التي أنزلَ اللهُ بها سلطانَهُ ، و ربطَ بها القبولَ و الثناء ، و الرّفعةَ والسّناء ، والموالاةَ والحُب ، فالزَمها في الأقوال والأعمال والأحوال في نفسِكَ ومع النّاس أجمعين . . فإنّها هي الصّراط المستقيم ! .

أخي الحبيب يا طالب العلم الربّاني:

إنّكَ أكبرُ من الانخراطِ و أوسعُ من التحزُّب ، فكن رجُلَ أُمّةٍ ولا تكن رجُلَ طائفة . . أنتَ المنارَةُ التي يُهتَدَى بها في الظلمات و المُلِمّات ، و ما معكَ من البرُهانِ الساطعِ والمنهجِ الناصعِ والعلمِ الصحيحِ والفكرِ الناضجِ الصريح هو الذي يُرشِدُ الحيران ، ويسقي الضمآن ، و يعلّمُ الجاهلَ ، و يثبّتُ العارف ، و يهدي به الله من اتّبعَ رضوانه سُبُل السلام ، ويُخرجُهُم من الظلمات إلى النور بإذنه . . فكيفَ تنخرطُ أو تتحزّب .. ؟!

لا . . لا تفعل أخي:
دُر مع الحقّ حيثُما دار ، و خُذهُ على لسانِ من ظهر ، فإنَّ كلّ من قال هذا خطأٌ أو هذا صواب ، وهذا حقٌّ أو هذا باطل ؛ فإنّهُ يجبُ عليه أن يبيّنَ ذلك بما يجبُ به اتّباعه : قال شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله - :". . . ومما يجب أن يُعلَم : أن الذي يريد أن يُنكِرَ على الناس ليس له أن ينكر إلا بحجة وبيان ، إذ ليس لأحد أن يلزِمَ أحدا بشيء ، ولا يحظر على أحد شيئا بلا حجة خاصة ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ، الذي أوجب على الخلق طاعته فيما أدركته عقولهم ، وما لم تدركه ، وخبره مصدق فيما علمناه ، وما لم نعلمه، وأما غيره إذا قال : هذا صواب أو خطأ ، " فإنه يبين ذلك بما يجب به اتباعه " ( مجموع الفتاوى 3/245-246 ) .

فاحذرِ أخي الحبيب التعصّبَ للأشخاص والعناوين ، فرّ منه فراركَ من الأسد ؛ فإنّهُ يُرَبّي فيكَ : استعدادًا لسوءِ الظنّ ، و فسادِ التأويل ، و الجمودِ والجحود ، و تركِ الإنصاتِ و الاستماع ، والاستهانةِ بكلامِ المتكلّمِ قبل أن يتكلّم ! ، و يُفسِدُ فيكَ أخلاقَ التواصُل الإيجابيّ من الصدق و الأدبِ و الأمانة و الحياء و التواضع و احترام الرأي الآخر و الإقرار بالحق و الأخذ به على لسان من ظهر . . !

احذر صهاريجَ الحزبيّة الضيّقة ، ومراكزَ احتكارِ الإسلام ،فرّ منها فراركَ من الأسد ؛ فإنّها : تجعلُكَ عبدًا للشهوةِ والهوى ، وتربّي فيكَ خُلُقَ المداهنةِ و التمويهِ و التطويعِ و الدّعايةِ المذهبيّة و الخضوعِ المستكين و تركِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر . . ! احذَرها فإنّها تُفسِدُ فيكَ منهجَ التفكيرِ والتلقّي و البلاغ على السواء ، وتجعلكَ تعتقدُ أنَّ الإسلامَ العظيمَ يتمحورُ حول أشخاص لا يُرَى إلا من خلالهم ، هم المتحدثون باسم الله تعالى كما كان يعتقد رجال الكنيسة في القرون الوسطى في الأحبار والرهبان . . وهذا ضلالٌ مبين . . !

أحسبُ أيّها الحبيبُ أنّكَ فهمتَ المقصود ووَضُحت لكَ الغاية . .
وما أحسن قولشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- : " وليس لأحَدٍ أن يعلّقَ الحمدَ والذمَّ ، والحبَّ والبغضَ ، والموالاةَ والمعاداةَ ، والصلاةَ واللعنَ بغير الأسماء التي علق الله بها ذلك : مثل أسماء القبائل ، والمدائن ، والمذاهب ، والطرائق ، المضافة للأئمة والمشايخ ، ونحو ذلك مما يُرَادُ بهِ التّعرِيف . . فذِكر الأزمان والعدل بأسماء الإيثار والولاء والبلد والانتساب إلى عالم أو شيخ إنما يقصد به التعريف به ليتميز عن غيره ، فأمّا الحمدُ والذمُّ والحبُّ والبغضُ والموالاةُ والمعاداةُ فإنما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه ، فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من أي صنف كان ،ومن كان كافرا وجبت معاداته من أي صنف كان . . . ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطي من الموالاة بحسب إيمانه ومن البغض بحسب فجوره ، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقوله الخوارج والمعتزلة . . . " [ مجموع الفتاوى:(28/228-229) ] .

ربّ يسّر و أعِن يا معين !

نقله لكم محبكم أبو ياسر التيميموني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dahiatimi.ahlamontada.com
 
تعلق بالحقائق والبراهين ولاتتعصب للأشخاص والعناوين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
hada hoda :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: