hada hoda
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

hada hoda

رضا إخلاص محبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضيلة الإعتراف بالأخطاء من خطب سالم أبو ياسريوم: 13/09/2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abouyasser
Admin
abouyasser


المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 23/03/2011

فضيلة الإعتراف بالأخطاء من خطب سالم أبو ياسريوم: 13/09/2013  Empty
مُساهمةموضوع: فضيلة الإعتراف بالأخطاء من خطب سالم أبو ياسريوم: 13/09/2013    فضيلة الإعتراف بالأخطاء من خطب سالم أبو ياسريوم: 13/09/2013  I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 17, 2013 10:11 am

بسم الله الرحمن الرحيم من الفضائل الاعتراف بالأخطاء
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه.... لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته،ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحب التوابين، ويحب المتطهرين ، ويقبل اعتذار المعتذرين. وأشهد أن سيدنا ونبينا...............
ثمّ أما بعد:فيا أيها الإخوة من المؤمنين............
عباد الله: ليس على وجه الأرض بشر معصوم من الخطأ؛ فقد اقتضت سنة الله عند خلقه لهذا الإنسان أن يكون الخطأ جزء من حياته، وسلوك من سلوكياته، وسمة بارزة في شخصيته، قد يقع فيه في أي وقت من حياته؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
ولقد كان من التوجيهات القرآنية الرفيعة؛ أنه في حال وقوع الفرد المسلم في الخطأ، سواء كان في معاملة العبد مع ربه، أو في السلوك، أو المعاملات، أو حتى في التصرفات والأخلاق، فإن عليه أن يواجه أخطاءه، وأن يعترف بها ولا يبررها، ولا يلتمس لنفسه الأعذار، ولا يهرب من المسؤولية.
ولعل هذا من أبرز الدروس التربوية الراقية؛ التي تعلَّمها الجيل الأول الفريد؛ بعد معركة أحد وهزيمة المسلمين فيها، قال سبحانه): أَوَ لَمَّا أصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( فالخطأ ابتداءً ليس عيباً، بل هو سِمَة بشرية. وكذلك الوقوع في الذنب؛ لأن العصمة للحبيب - صلى الله عليه وسلم - فقط.
ولكن العيب هو التمادي في الخطأ، وعدم الرجوع عن الذنب؛ والخيرية لمن تاب وأناب": كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ". فهذا أبونا آدم -عليه السلام- اعترف بذنبه لمَّا أخطأ، وسارع إلى ذلك، ولم يُحاول تبرير ما وقع فيه من إثمٍ بمخالفة أمر الله، والأكل من الشجرة المحرَّمة عليه هو وزوجه، لم يُراوغ، ولم يتكبر، لكنه جاء معترفًا بخطئه، ومُقرًا به): قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ( . وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى - عليه السلام - لمَّا وكز الرجل وقتله، لم يتغنَّ ببطولته، ولم يُبرّر عملَه، بل اعترف بظلمه لنفسه، وقال في ضراعة): رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(.
وملكة سبأ لم يمنعها ملكها ومالها وقوة جيشها ومكانتها أن تعترف بخطئها في عبادة غير الله، فلما قدمت على سليمان - عليه السلام - ورأت قدرة الله وقوته وحكمته وعلمه وتهيئته الأسباب لنبيه سليمان - عليه السلام - أعلنت اعترافها، قال سبحانه) -: قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(. والله – عزّ و جلّ - قد وصف المؤمنين بهذا السلوك العظيم، فمتى ما وقع المرء في خطأ، فما أجمل أن يسارع إلى الاعتراف والرجوع إلى الحق، قال سبحانه): وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ( . والاعتراف بالخطأ في حق الله لا يستلزم التشهير ابلنفس على رؤوس الخلائق و إنما يكفيه أن يعترف بخطئه لربه، ويندم على ما فرط، ويسارع إلى الأعمال الصالحة ليعوض ما فاته من خير، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: [اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله - عز وجل - عنها، فمن ألم فليستتر بستر الله - عز وجل –"[رواه الحاكم وهو - سبحانه - الذي ينادي عباده كما في الحديث القدسي: [يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي [رواه الترمذي.
معاشر الأحباب: وعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقه الاعتراف بالخطأ، ودلنا على سيد الاستغفار، حتى لا يطغى الإنسان، ويعلم علم اليقين أنه مقصر في حق الله، مهما كان تقياً ورعاً، قال - عليه الصلاة والسلام: سيد الاستغفار أن تقول: ]اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة"[
ولذلك تربى الصحابة على هذا الخلق، وتزينوا به، فكانوا شامة بين الناس، به نالوا مغفرة الله ورضوانه، وبه أقاموا الحق، وأسسوا العدل، وبه حفظت الحقوق، وزادت الألفة والمحبة بينهم، وعُرف الحق من الباطل، والصحيح من الخطأ، والظالم من المظلوم، قال عمر - رضي الله عنه - في كتابه لأبي موسى الأشعري: "ولا يمنعك قضاء قضيت به اليوم فراجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم، ولا يبطل الحق شيء، وإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل". إن الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه إلى الحق دليل على نُبلٍ في النفس، ونُضج في العقل، وسماحة في الخُلق، وقوة في الإرادة ولا يمنع الشخص السوي من الاعتراف بالذنب والرجوع عن الخطأ إلا لمرض في قلبه، ولعله أخطر الأمراض؛ كما روى الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس". والمعنى رد الحق واحتقار الناس والاستخفاف بهم. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات....
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه...... أحمده - سبحانه - وأشكره، إذا أطُيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر،
عباد الله: كم نحن بحاجة إلى الاعتراف بأخطائنا حتى تستقيم الحياة، وتتضح القيم والمفاهيم، وتعالج الاختلالات، ويدرك كل واحد منا مسؤولياته وواجباته، كم نحن بحاجة إلى الاعتراف بأخطائنا لنصبح مؤهلين لقيادة البشرية، وتعليم الإنسانية دروس الحياة الكريمة، والتي تقوم على الحق والعدل.
ما أجمل أن يقف الوالد أمام أبنائه يعترف بخطئه، وإذا لم يفعل سيتربى الأبناء على الخطأ، ويمارسوه في واقع الحياة، ولا ينبغي أن يبرر خطأه مهما كان.
وما أجمل أن يقف المدير وبكل شجاعة أمام موظفيه يعترف بخطإ ارتكبه حتى لا يتكرر ويصبح سنة في التعامل وإدارة الأعمال. ــ وما أروع أن يقف ذلك السياسي يعترف بخطئه أمام الجماهير، أو في الصحيفة، أو في أي وسيلة من وسائل الإعلام، ولا يكابر، أو يصر على خطأ وقع فيه، حتى لا يقود الأمة إلى أخطاء تتوارثها الأجيال، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وما أجمل أن يقف العالم معترفاً بخطئه في مسألة فقهية، أو علمية، تبين له الحق فيها بعد ذلك، حتى لا يقود الأمة إلى الهلاك والضياع، فيكون داعية على أبواب جهنم؛ لقد وقف الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول لطلابه: "ما وجدتم في كلامي يخالف كتاب الله وسنة رسوله فارموا به عرض الحائط، وأرجع عنه فالحق أحب إلي مما سواه".
وما أروع أن يعترف الزوجان بأخطائهما تجاه بعضهما البعض، فكم هدمت من بيوت، وشردت من أسر، بسبب الإصرار على الخطإ، وعدم الاعتراف به، فساءت حياتهما، ولحقت التعاسة بأبنائهما، وكان يكفي لإشاعة المحبة والسعادة بينهما أن يقول أحدهما للآخر: أنا أخطأت، وأعتذر وأرجع.
عباد الله: كم من النزاعات والصراعات بين الأصحاب والأصدقاء؟ وكم حدث التهاجر بين الجيران؟ بسبب عدم إقرار مرتكب الخطأ بخطئه، وإصراره عليه.إنه إن لم نعترف بأخطائنا اليوم سنعترف بها حتماً في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولا ينفع فيه الندم والاعتذار، والاعتراف بالأخطاء عندما نقف بين يدي الله يوم القيامة، وعندما يعاين الناس العذاب، قال - تعالى - عن هؤلاء واعترافهم، وتبريرهم لأخطائهم): قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون )، هذا وصلوا وسلموا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير... )إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (.اللهم صل وسلم.......
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dahiatimi.ahlamontada.com
 
فضيلة الإعتراف بالأخطاء من خطب سالم أبو ياسريوم: 13/09/2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من خطب سالم أبو ياسر يوم مسؤلية التربية والتعليم06/09/2013
» خطبة الجمعة سالم أبو ياسر يوم 08/04/2011
» خطبة عيد الفطر سالم أبو ياسر 1434
» خطبة الجمعة سالم أبو ياسر يوم 08/04/2011
» أيام من حياتي سالم بن بوجمعة أبوياسر التيميموني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
hada hoda :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: